الأربعاء، 11 أبريل 2012

حب افتراضي


حب افتراضي
أبدأ يومي بكل بساطة بابتسامة تارة و بمزاج سيء تارة حتى يحين الوقت الذي يصفى فيه ذهني،و ينبض فيه قلبي،و ترقص كل مشاعري فرحا،و يشع أملي بلقائه و لو في الأحلام .....
لكن متى يحين هذا الوقت؟يحين هذا الوقت الذي ربما أعتبره من أسعد ما يحدث في يومي خاصة هذا العام عندما أبدأ في الحديث معه،عندما أبدأ في التناغم مع كلماته،عندما أبدأ في تجاهل كل من يتحدث معي و لا أرى أمامي سوى كلماته التي تؤثر في صميم قلب كل فتاة خاصة أنه قال لي :"ساتي اليك أينما كنت،سأبحث عنك بين الناس،سأفعل كل شيء لرؤيتك" و هو حتى لم يلمحني يوما ربما حتى في أحلامه لكنه يتعذب و يتألم من أجل صوت لم يسمعه،من أجل أنثى لم يلمحها،من أجل يد لم يصافحها،هو يتألم من أجل الحب..
امتلأت عيناي بريقا في تلك اللحظة التي قرأت فيها ما كتبت يداه،امتلأت شوقا لرؤيته و سماع صوته الذي لطالما حلمت بسماعه،ربما هذا كل ما تريده أنثى عادية و ربما هذا ما أنا أريده!لكن هناك شيء بداخلي منعني لم يسمح لي بالقبول رغم أنه أخبرني :"ستكونين سعيدة و سأكون سعيدا من أجلك" و قلت في نفسي بعد أن تمعنت جيدا في كلماته فربما هي تحمل معنى اخر:"يا له من كلام يؤثر في صميم القلب و يغدي الروح بالحب و يترك الابتسامة مدى العمر لكن هل هذا حقا ما قالته مشاعري لي ؟هل هذا حقا ما يفكر به قلبي؟ هل هذا حقا نصفي الثاني كما يقولون؟لم اشعر بكل هذا بل احس أنني لن أشعر أبدا بما تحس به كل فتاة كل يوم تقريبا ألا و هو "الحب"...راودتني أسئلة في ذهني و قلتها لنفسي علني أجد لمحة عن الجواب أو على الأقل علني أجد معنى الحب أو هل من الغريب ألا أشعر بالحب؟أو هل من الغريب أن أصدق وجود شيء اسمه الحب؟
حتى ان وجدته،و حتى ان لم أصدق،لا أظن أن بمقدوري فعل ما تطلب مني،لا أظن أن قلبي سينبض بحبك،لا أظن أن يدك ستأخذني لعالمك،و لا أظن أن روحي و كل كياني سيسحر بك.....
هكذا ظننت لأيام لم تطل لكن كل مفاهيمي التي رسختها في عقلي و كتبتها بحبر لا يمحى تبخرت،طارت،محيت في ذلك اليوم الذي بكيت فيه بشدة بسببه و بسبب جملة قالها أثرت في و أثرت في كياني و في قلبي و لم أشهد تأثيرا أشد منه في حياتي فقد قال لي أو فقد قالت لي كلماته :"أنا في صدمة !!كيف تظنين أنني أحد اولئك الشباب الذين يدعون الحب و لفترات ثم يرمون تلك الانثى المسكينة كأنها لعبة بين أيديهم" قال:"أنا أثق فيك و أحبك لكن أعرف مكانتي جيدا!!!" كم جرحتني هذه الكلمة و كم ضعفت أمامها و ضعفت دموعي أمامها فلم أحس أنني بدأت بذرف الدموع بل أحسست بأن صورتي الخيالية عنده التي ركبها قد نقصت جزءا بعد أن ظننت أنه أحد اولئك الذئاب الذين لا يريدون من الفتاة الا شيئا واحدا...............
بدأ عقلي بطرح الأسئلة مرة أخرى فقد يكون الحب هو السبب في ذرف دموعي و تسارع نبضات قلبي و بدأت أتساءل :"ماذا علي أن أفعل؟؟أتبع عقلي و أنسى قلبي؟؟أم أتبع قلبي و أنسي عقلي؟؟في كلتا الحالتين سينقصني شيء،سينقصني الحب ان اخترت الأول، و سينقصني الأمان ان اخترت الثاني لو رأيتك مرة كل هذا سيهون لأقصى الحدود..لكن أتعلم رأيتك مرة واحدة و أظن أنني لن أراك مرة أخرى و هذه المرة كانت في أحلامي ..."
كم أود أن أحبه،كم أود أن أسمع كلمة "احبك" منه،كم أود أن تمسك يده يدي،كم أود،كم أود،كم أود...........
لكن لم أذكر أن كل هذا الكلام و كل هذه المشاعرهي على صفحات اُخترعت،على صفحات هناك من يعيش بها،لم أذكر أن كل واحد منا يقطن بعيدا عن الاخر،لم أذكر أن هاجسي الوحيد هو صحة هذا الحب الافتراضي فهو حب على صفحة كتبنا فيها أحلامنا بمفاتيح و أزرار لا أكثر  !!!!!.............

انتهى<<منقول

هناك تعليق واحد: